انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال: الأسباب والتداعيات
شهدت إسبانيا و البرتغال يوم الاثنين 28 أبريل 2025 انقطاعًا كهربائيًا، مفاجئًا أثر على ملايين المواطنين في كلا البلدين. هذا الحادث الكبير كشف عن هشاشة شبكة الكهرباء الأوروبية وأدى إلى تعطيل الحياة اليومية في عدة مدن رئيسية.
ما الذي تسبب في انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال؟
وفقًا للتقارير الرسمية، حدث انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال بسبب خلل تقني كبير في شبكة الكهرباء الأوروبية. تم تعريف هذه الحادثة بأنها “صفر طاقة” (Zero Energy Condition)، حيث فقدت الشبكة قدرتها على التوازن بين إنتاج الطاقة واستهلاكها بشكل مفاجئ.
في الساعة 12:38 ظهرًا بتوقيت وسط أوروبا، تم فصل الشبكة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) عن الشبكة الأوروبية الموحدة، مما أدى إلى تعطيل واسع في الخدمات الأساسية مثل النقل العام والاتصالات.
تأثير انقطاع الكهرباء على المدن الرئيسية
تضررت العديد من المدن الكبرى في إسبانيا مثل مدريد، برشلونة، فالنسيا، وكذلك العاصمة البرتغالية لشبونة. توقفت أنظمة المترو والقطارات، كما تم تعطيل إشارات المرور مما أدى إلى فوضى مرورية. كما تأثرت خدمات الإنترنت والاتصالات، مما جعل التواصل صعبًا.
عودة التيار الكهربائي تدريجيًا
بدأت عملية استعادة التيار الكهربائي في الساعة 6 مساءً من نفس اليوم، حيث عاد التيار تدريجيًا إلى 99% من الشبكة في إسبانيا و90% في البرتغال. ولكن بعض المناطق، مثل مدريد ولشبونة، ظلت تواجه مشاكل في إعادة تشغيل وسائل النقل العام بسبب الأعطال التقنية.
ردود الفعل الحكومية: استجابة سريعة للتحقيق
أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن قلقه من الحادث، مؤكدًا أن تحقيقًا شاملاً قد بدأ لتحديد الأسباب الدقيقة وراء هذا الانقطاع. كما أثنى على دعم كل من فرنسا والمغرب في توفير الطاقة الاحتياطية عبر شبكات الربط الكهربائية العابرة للحدود.
فيما وصف رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو الحدث بـ”غير المسبوق” وطلب تعزيز التعاون الأوروبي لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
دور الربط الكهربائي بين الدول في الأزمة
ساهم الربط الكهربائي بين إسبانيا وفرنسا والمغرب في تسريع استعادة التيار الكهربائي. حيث تم استخدام شبكات الطاقة العابرة للحدود لتخفيف الضغط على الشبكة الداخلية وتوفير الكهرباء بشكل مؤقت للمواطنين.
أثر الأزمة على دول شمال إفريقيا
لم تقتصر تداعيات انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال على الدول الأوروبية فقط. فقد تأثرت أيضًا دول شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر بسبب الاعتماد على شبكات الربط الكهربائية الأوروبية. شهدت هذه الدول انخفاضًا في سرعة خدمات الإنترنت والاتصالات.
ماذا يعني هذا الانقطاع لأمن الطاقة في أوروبا؟
إن انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يعكس هشاشة شبكة الكهرباء الأوروبية ويشير إلى ضرورة تحسين أنظمة الطاقة في المنطقة. من المتوقع أن تتخذ الحكومات الأوروبية خطوات إضافية لتعزيز الربط الكهربائي و تقنيات الطاقة المتجددة لضمان استقرار الشبكة في المستقبل.
يمثل انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال في 28 أبريل 2025 حدثًا استثنائيًا يسلط الضوء على التحديات التي تواجه شبكات الطاقة الأوروبية. على الرغم من استعادة الكهرباء تدريجيًا، فإن التحقيقات مستمرة لتحديد السبب وراء الحادث، ويتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى تغييرات في سياسات أمن الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
