مصير مجهول لمغاربة معتقلين بسوريا وتطواني محتجز خلف الأبواب السرية لسجن صيدنايا
أعلنت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، استناداً إلى المعلومات التي حصلت عليها، أن هناك مغاربة بين الذين تم تحريرهم من السجون السورية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لم تتمكن بعد من إيجاد وسيلة للتواصل معهم.
وفي بيان لها، أكدت التنسيقية أن أحد المواطنين المغاربة، الذي ينحدر من مدينة تطوان شمال المغرب، ما زال قابعاً في سجن “صيدنايا الأحمر”، حيث لا تزال عملية الحفر مستمرة للوصول إلى أجزائه السرية وسراديبه بواسطة فرق متخصصة. وأوضحت التنسيقية أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن أسر المعتقلين المغاربة هناك يعيشون حالة من القلق الشديد تجاه مصير أبنائهم، الذين لا يزالون في غموض.
وأضافت التنسيقية أن العائلات المغربية تأمل في أن ينعم الشعب السوري بالحرية وأن تشهد البلاد فترة من الاستقرار والتقدم، ولكنها في ذات الوقت تبقى في ترقب مستمر حول مصير المغاربة المعتقلين في السجون السورية.
وقال المصدر من التنسيقية: “نعلم أن المعتقلين المغاربة موجودون في مناطق تابعة لـ”قسد” (القوات السورية الديمقراطية بقيادة الأكراد)، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت العمليات الثورية ستصل إلى هذه المناطق لتحريرها، أم أنها ستقتصر على المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري”. وأشار إلى أن الثوار وصلوا إلى مدينة دير الزور، مما يعني أن المناطق المتبقية هي الرقة والحسكة حيث يتواجد المغاربة المعتقلون.
وفيما يتعلق بإمكانية تدخل أمريكي في حال قرر الثوار دخول منطقة الحسكة، أبدى المصدر تخوفه من تأثير ذلك على مصير المعتقلين المغاربة.
ودعت التنسيقية الحكومة المغربية إلى اتخاذ موقف واضح من القضية، والخروج من صمتها للتدخل بشكل عاجل لحماية أرواح المعتقلين المغاربة في سوريا والعمل على إعادتهن إلى أرض الوطن، تجنباً لأي تطورات غير محسوبة.
كما ذكرت التنسيقية أن غالبية المعتقلين المغاربة يوجدون في مناطق مثل الحسكة وغويران وشدادي، التي تخضع لسيطرة “قسد”، وهذه الأخيرة سبق أن أبدت تأييدها لما وصفته بـ “سقوط النظام السوري”، وأعلنت استعدادها للتعاون السياسي مع مختلف الأطراف لتحقيق تسويات. ورغم ذلك، لا تزال العائلات المغربية في حالة من عدم اليقين حول ما يعنيه هذا التوافق السياسي على مصير أبنائهم المعتقلين.
وبالنسبة لعدد المعتقلين المغاربة في السجون السورية، لا توجد معلومات دقيقة، لكن التقارير تشير إلى أن آلاف المغاربة التحقوا بسوريا بعد عام 2011 للقتال في صفوف الجماعات المتشددة مثل تنظيم داعش.
وفي تصريح له في مارس 2023، أشار حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، إلى أن عودة المغاربة الموجودين في مناطق النزاع، أو ما يعرف بـ”مغاربة داعش”، تمثل تحدياً أمنياً كبيراً للمغرب. وقال الشرقاوي إن هناك لجنة برلمانية تتابع هذا الملف، كما أن هذا الموضوع يدخل ضمن اختصاصات أجهزة الدولة المعنية. كما أشار إلى أن عودة الأطفال الذين نشأوا في بيئات متطرفة تتطلب متابعة نفسية وعلاجاً خاصاً، مع ضرورة مراقبتهم بشكل دقيق من قبل الأجهزة الأمنية المغربية لضمان عدم تأثير الفكر المتطرف عليهم.